العمارة الخضراء .. ما هي؟ وما فوائدها؟

حقق المصممون في جميع أنحاء العالم تقدمًا هائلاً على مدار العقود العديدة الماضية في ما يتعلق بتحسين نوعية حياتنا. لقد توصلوا إلى تطوير عناصر معمارية مستدامة لأخذها في الاعتبار أثناء التصميم والتي لها تأثيراً كبير على راحة سكان المباني.

شهد سكان العمارات الصديقة للبيئة تحسنًا واضحاً في جودة ونوعية حياتهم بشكل عام، وذلك يعود إلى استخدامهم لمصادر إضاءة وظروف حرارية، وأنظمة تهوية وتظليل مبتكرة ومحسّنة. هذه هي بالتحديد العناصر الفعالة التي سنناقشها وكيفية استخدامها بطريقة فعالة ومفيدة في هذا المقال.

1- هذا مشروع صمّمته سابقا لمبنى في العاصمة اللبنانيّة بيروت، حيث قمت بإنشاء شرفة مخصصة لتظليل واجهة زجاجية موجهة نحو الغرب. ارتكز تنفيذ هذا المشروع على تمديد ألواح خارجية بمسافة متر واحد بعيداً عن الواجهة الزجاجية، ما أحدث تفاعلا بين الأشكال الألواح الممدودة والجزء المتدلي وبالتالي أثمر ذلك عن تصميم مميز مثير للاهتمام يلفت الأنظار وفي الوقت نفسه، جاء عمليا مفيدا وفعّالا. يعمل العنصر المتدلي على تظليل الواجهة كما يمنع تأثير الاحتباس الحراري في تلك المساحة. من المؤكد أن أبعاد وحجم هذا التصميم ليست عشوائية، بل تتبع أبحاثا وحسابات أجريت لتجنب دخول أشعة الشمس المباشرة إلى الغرفة من زاوية معينة، في مكان معين وتوقيت معين من اليوم.

2- كما ذكرنا سابقًا، تم تمديد الألواح بمسافة متر واحد إلى الخارج بعيداً عن الواجهة الزجاجية ما يأخذنا إلى النقطة الثانية حيث نلاحظ بأنّ الواجهة بقيت حرّة بطريقة مدروسة تمّ فيها فصل هيكل التصميم المنفذ عن الواجهة ودفعه للخلف إلى الداخل من دون إدخال أي عمود أو عنصر هيكلي اَخر بارز لدعمه وتثبيته.

3- عند القيام بعملية دفع الهيكل للخلف إلى الداخل فوق الواجهة، نكون قد قمنا بتوسيع المساحة الكاشفة وبالتالي بالسماح بدخول المزيد من ضوء النهار إلى الداخل.

4- نلاحظ في هذا المشروع نفسه، استخدام تصميم يرتكز على الفتحات للسماح بدخول ضوء النهار إلى الغرفة من دون السماح بدخول أشعة الشمس المباشرة. تمّ بناء الجزء المتدلي على مسافة معينة تحت السقف، ما خلق فراغا بين السطحين فأتت الفتحات في ما بينهما لتغطية هذا الفسحة الفارغة.

نأتي هنا على ذكر فكرة " النقاط الخمس من العمارة" التي طرحها لو كوربوزييه والتي أصبحت شائعة جدًا على مر السنين والتي تستند على استخدام الركائز في التصاميم. ويعتبر لو كوربوزييه في تصاميمه أن الطابق الأرضي هو طابق خاص بالسيارات وهو امتداد للشارع. لذلك، يقوم برفع المباني عن الأرض مستعيناً بأعمدة وركائز للسماح بحركة حرة للسيارات في الطابق السفلي. مثال على ذلك هو "فيلا سافوي".

الأسطح الخضراء هي فكرة أخرى مهمة تضيف طابعًا حيوياً للمبنى. يؤمن لو كوربوزييه بأننا يجب أن نعيد للأرض ما قد أخذنا منها. لذلك قام بتصميم حدائق عامودية ومساحات خضراء على الأسطح والشرفات وفي مساحات أخرى من المبنى.

Written by Adib Husseini

Translated by Sandra Ghanem