أسرار الانكليز في الفن المعماري

وقد نقل بعض العرب الطراز المعماري الإنكليزي الى بلدانهم نظرا لسحره وتميّزه.

تقدّر قيمة الاستثمارات الخليجية في بريطانيا ما بين 130 و200 مليار دولار منها نحو 45 مليار دولار في القطاع العقاري فقط وبما يمثل 40% من استثمارات بلدان المجلس في القطاع العقاري في كامل أوروبا.

ويتميّز المنزل الانكليزي بأنماط متعددة كما في العالم العربي، الأشكال والأنماط مختلفة ومتباينة لكن يبقى للتصاميم والعمارة العريقة سحرها الخاص. 

وتعتبر أسعار المنازل المصممة بطراز انكليزي مرتفعة بالمقارنة مع الأنماط الأخرى، فهي أصلية وتعمر لعقود وحتّى لقرون من الزمن.  

ما هي أسرار هذه التصاميم الفريدة؟

العمارة الفيكتورية واحدة من أهم معالم مدينة لندن، وعصر فيكتوريا الذي إمتد من سنة 1837 الى 1901 وهي فترة حكم الملكة فيكتوريا تميز بتدفق الأموال من المستعمرات البعيدة والتجارة المتبادلة بينهما حتى أطلق على تلك الفترة "عصر الثروة".

يمتاز الطراز الفيكتوري بانتقاء الاساليب ومزجها، فنتج عن هذال التمازج الحضاري طراز معماري خاص، مبهرج بالألوان وبالتصاميم المميزة.

ولأنّ العصر الفيكتوري كان عصر رخاء وترف وزينة وفخامة وثراء، تميّزت عمارته بكثرة التفاصيل والنقوش والزخارف، إضافة الى النوافذ البارزة والشرفات والأعمدة ذات الطراز الروماني والأبراج المستمدة من الفن الغوطي والسقوف الشديدة الانحدار.

أمّا الاثاث الداخلي فيمتاز بكثرة القطع والتحف الفنية مثل التماثيل والستائر الفخمة والسجاد ذو النسيج الغني الذي يكسو الارضية، والورق المزخرف في تغطية الجدران . 

لكن قبل وبعد العصر الفيكتوري، مرّ على بريطانيا العظمى الكثير من الحضارات التي يحكي الفن المعماري خصوصا في الريف الإنكليزي حكاياتها، فقد تأثر فن العمارة، كما في أيّ دولة أخرى، بالعوامل الجغرافية والحضارات الفنيّة المتعاقبة، فتميّز بكثرة إستخدام الخشب في البناء والسقوف والسلالم وزوايا النوافذ والهيكل العام للبناء.

المعروف أنّ  الهندسة المعمارية الإنكليزية لم تتبع جدولا زمنيا معينا، مع وجود انقسامات واضحة بين الفترات وأساليب البناء، فتداخلت الحضارات مع بعضها البعض لتنتج خطوطا مميّزة في التصاميم والديكور والعديد من الأساليب التي إستخدمت في المنطقة نفسها وأحيانا في المبنى ذاته.

حافظ البريطانيون الجدد على الخط المعماري التراثي المتمازج، فأصبحت الصخور والطوب والألوان الترابية تميّز عماراتهم حتّى الحديثة منها، غير أنّ التكنولوجيا وروح العصر إنعكست على الطراز الريفي الساحر، فأصبحت بيوت المملكة المتحدة المبنية اليوم مزيج من الحداثة والمعاصرة والتقليدية.

 الألوان أكثر إشراقا 

المنازل الإنكليزية أصبحت اليوم بألوان أكثر إشراقا وحيوية يطغى عليها الأصفر والقرميدي، في الشقق والمكتبات وغيرها.

الطراز الإنكليزي يخلق شعورا بالانتماء لدى سكان هذه البيوت، يمكنك أن ترى بناء و بنية دقيقة وفريدة من نوعها.

التوازن بين ألوان التركيز والألوان المعاصرة يعزز نمط المنزل الانكليزي ويجعله أكثر دفئاً وترحيباً. 

هناك الكثير من الزينة والحلي الكلاسيكية التي يمكنك استخدامها من الأزهار مثل، نباتات الوعاء، المنسوجات منقوشة، الأثاث المصنوع من الخشب، الأكسسوارات الزراعية والنباتات الخضراء في الخارج.

من مميزاته أيضا رفوف الكتب الكبيرة، موقد النار في غرفة المعيشة، النباتات والسجاد، كلّها تعتبر من العناصر الأساسية للطراز الإنكيزي سواء كان تاريخيا أو معاصرا.

إنتشر طراز الريف الإنكليزي ليعم العالم، وتعمّد عدد كبير من المشاهير والأغنياء إستخدام درجات الألوان الترابية والطراز البريطاني بعراقته في بناء منازلهم، ويتنافس الكثير من الأغنياء على إقتناء قصور بريطانية تاريخية ما إن تعرض للبيع.

إذا كنت ترغب في إعتماد هذا الطراز لمنزلك، عليك تطبيق عدد من البنيات المختلفة، النماذج والأثاث، ومعرفة كيفية التنسيق والتطابق بينها لأن لكل طراز تاريخ، وثقافة والمزج بينها أصبح سمة العصر شرط أن يتم بذوق رفيع.

قبل التعاقد مع مهندس معماري، ننصحك بالتعمق في مختلف النماذج التي تشكّل فن العمارة في بريطانيا، لتمزج بينها بأسلوب يتوافق مع ذوقك.

أما إذا أردت إبتياع منزل في عاصمة الضباب، فإنّ الطلب علي العقارات حاليا يعتبر بطيئا مع تداعيات البريكسيت والعمليات الإرهابية، لكن القطاع تمكّن من النهوض من براثن أزمة 2008 المالية، والأسعار اليوم تزيد بنحو 50% عن تلك الفترة.

عام 2008 كانت أسعار المنازل في لندن تبدأ من 240 ألف إسترليني في حين أن متوسط سعر المنزل في عام 2017 إرتفع الى  474 ألف إسترليني.