June 19, 2017

جنّة العريف .. وإبداع الحدائق في الفن المعماري الإسلامي

لماذا يخلق اللون الأخضر الراحة في أنفسنا؟ ولماذا تبعث الطبيعة طاقة إيجابية في نفوسنا؟ خلود الخرسان مهندسة ومدربة الحياة تشرح الأسباب من خلال الإبدار في "جنّة العريف" أحد شهود جماليات الحدائق في الفن المعماري الإسلامي.

أضف إلى المفضلة

منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات
منتجات

صورة البداية للفيديو

الصور jpg و gif و jpeg و png (1000+ بكسل)
ماكس صورة ملف 1 ميغابايت

بعد ان التقوا جميعا في أمسية الطاقة قرروا ان يعقدوا لقاءات دورية كل أسبوع يناقشون خلالها بموضوعا يختارونه مسبقا وبأشراف المدرب، واتفقوا ان تكون مواضيع فيها الكثير من المعرفة والجمالية وحس البهجة. وقع الاختيار علي مريم لكي تناقش موضوع الأسبوع القادم، ولأنها تحب التحدي، قررت ان تقبل المغامرة بدون تساؤلات وتبدأ التحضيرات. إتصلت بالمدرب واستفهمت منه عن موضوع النقاش للأسبوع القادم فقال لها اختاري موضوعا يعكس شغفك وحبك للحياة، موضوع يربط ثلاثة عناصر مع بعضها البعض: التصميم والطاقة والانسجام. استغرقت ساعات في التفكير وساعات اخرى في البحث على الانترنت  وأخيرا قررت ان تكتب عن طاقة الحدائق عبر التاريخ!! تفكرت للحظة! ألم تبدأ قصة الخلق بجنة عدن وكان قدر أدم وحواء أن تبقى نفوسهم معلقة في الشجرة المحرمة. إذا هو العنصر الأخضر الذي يصبو اليه بني البشر والذي يرتبط إرتباطا وثيقا بعنصر الماء، فكوكبنا عباره عن محيط مائي فيه بعض اليابسة. عندما يعيش الناس في مناطق خضراء تراهم ينبضون بالحياة والجمال لأن الحدائق والغابات تعكس العلاقة بين الانسان والطبيعة وفي جميع الأديان تعبر عن الشوق العميق الإنساني للفردوس أو الجنة. العنصر الأخضر يضفي الكثير من البهجة علي روح الانسان لأنه مرتبط بالصميم بكينونة روحه.عنصر الشجرة يرتبط بصحة الانسان ونموه وتطوره وتقدمه .... هو يعبّر عن العائلة. كلما كان الانسان على تواصل مباشر مع هذا العنصر كان أكثر اتزانا وتناغما مع المحيط. نقص هذا العنصر في حياتنا يجعل الانسان أقل تطورا وإبداعا... تذكر كم من المرات إستعصى أمر عليك أو انفعلت او غضبت، وبمجرد خروجك ورؤيتك للون الأخضر تغيرت الأمور. وإذا أخذنا نظرة سريعة على نماذج الحدائق في الحضارة الإسلامية فسننبهر بمقدار الجمالية التي تميز بها الحس المعماري الإسلامي، منها ما كان في الاندلس وبغداد وتركيا والشام وفارس ومصر وسمرقند والمغرب وتونس وعمان والهند وغيرها. تذكرت مريم زيارتها لمدينة غرناطة قبل سنوات التي أضفت على استيعابها مفهوما آخر للجمال: عندما وطئت قدمي قصر الحمراء.. وبالذات الجزء المسمى "جنة العريف"  (بالإسبانية: Generalife) التي أقيمت على سفح ربوة يطلق عليها إسم "ربوة الشمس" ويفصلها عن قصر الحمراء وادٍ ضيق. عندما كان الدليل السياحي يشرح عن تصميمها إسترعى إنتباهي انها كانت بعيدة بعض الشي عن القصر وأنّ الفكرة من بعدها كحديقة ملحقة بالقصر كانت ان يلجأ الأمير إلى هذه الجنة كي يبتعد عن المنغصات الأرضية المرتبطة بالسياسة والحكم وأجمل ما في المكان منظر فناء الساقية المطلة عليها، التي تعتبر من دون شك الجوهرة الأكثر بروزا وتحيط بهذه البساتين الجميلة أسوار من الأشجار الكثيفة وكأنك في عالم سحري خارج نطاق المحسوس. تفاصيل "جنة العريف" كثيرة وجميلة، ما زالت عالقة في ذاكرتي لأنني قضيت يوما كاملا استمتع بهذا الجمال الآسر، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على مقدار المساحة التي يعمل عليها العقل في تذوّق الجمال عندما يريد تذكّر شيء بتفاصيله. في أماكن كهذه عندما يندمج التصميم البسيط مع الجمالية الرائعة وانسيابية الطبيعة وتناغم العناصر، فلا مفر من تواجد الطاقة، الطاقة التي يحتاجها بني البشر كي يبدعوا ويتطوروا ويزهروا إذا صح التعبير. بعد ان أنهت مريم مقالها فكرت لوهلة: جميل ان أسترجع ذكريات رحلتي الى غرناطة، واستذكرت الشعور الذي انتابها عندما وقفت في فناء الساقية في "جنة العريف" وأخذت نفسا عميقا وأصغت لصوت زقزقة العصافير وتنشقت عبير أزهار اللوتس، أدركت انها باستطاعتها ان تستحضر كل المشاعر الجميلة في حياتها فنحن صناع الخيال وحياتنا ما هي الا نتاج ما نريد ان نجسده.

بعد ان التقوا جميعا في أمسية الطاقة قرروا ان يعقدوا لقاءات دورية كل أسبوع يناقشون خلالها بموضوعا يختارونه مسبقا وبأشراف المدرب، واتفقوا ان تكون مواضيع فيها الكثير من المعرفة والجمالية وحس البهجة.

وقع الاختيار علي مريم لكي تناقش موضوع الأسبوع القادم، ولأنها تحب التحدي، قررت ان تقبل المغامرة بدون تساؤلات وتبدأ التحضيرات. إتصلت بالمدرب واستفهمت منه عن موضوع النقاش للأسبوع القادم فقال لها اختاري موضوعا يعكس شغفك وحبك للحياة، موضوع يربط ثلاثة عناصر مع بعضها البعض: التصميم والطاقة والانسجام.

استغرقت ساعات في التفكير وساعات اخرى في البحث على الانترنت وأخيرا قررت ان تكتب عن طاقة الحدائق عبر التاريخ!!

تفكرت للحظة! ألم تبدأ قصة الخلق بجنة عدن وكان قدر أدم وحواء أن تبقى نفوسهم معلقة في الشجرة المحرمة. إذا هو العنصر الأخضر الذي يصبو اليه بني البشر والذي يرتبط إرتباطا وثيقا بعنصر الماء، فكوكبنا عباره عن محيط مائي فيه بعض اليابسة.

عندما يعيش الناس في مناطق خضراء تراهم ينبضون بالحياة والجمال لأن الحدائق والغابات تعكس العلاقة بين الانسان والطبيعة وفي جميع الأديان تعبر عن الشوق العميق الإنساني للفردوس أو الجنة.

العنصر الأخضر يضفي الكثير من البهجة علي روح الانسان لأنه مرتبط بالصميم بكينونة روحه.

عنصر الشجرة يرتبط بصحة الانسان ونموه وتطوره وتقدمه .... هو يعبّر عن العائلة.

كلما كان الانسان على تواصل مباشر مع هذا العنصر كان أكثر اتزانا وتناغما مع المحيط. نقص هذا العنصر في حياتنا يجعل الانسان أقل تطورا وإبداعا... تذكر كم من المرات إستعصى أمر عليك أو انفعلت او غضبت، وبمجرد خروجك ورؤيتك للون الأخضر تغيرت الأمور.

وإذا أخذنا نظرة سريعة على نماذج الحدائق في الحضارة الإسلامية فسننبهر بمقدار الجمالية التي تميز بها الحس المعماري الإسلامي، منها ما كان في الاندلس وبغداد وتركيا والشام وفارس ومصر وسمرقند والمغرب وتونس وعمان والهند وغيرها.

تذكرت مريم زيارتها لمدينة غرناطة قبل سنوات التي أضفت على استيعابها مفهوما آخر للجمال: عندما وطئت قدمي قصر الحمراء.. وبالذات الجزء المسمى "جنة العريف" (بالإسبانية: Generalife) التي أقيمت على سفح ربوة يطلق عليها إسم "ربوة الشمس" ويفصلها عن قصر الحمراء وادٍ ضيق. عندما كان الدليل السياحي يشرح عن تصميمها إسترعى إنتباهي انها كانت بعيدة بعض الشي عن القصر وأنّ الفكرة من بعدها كحديقة ملحقة بالقصر كانت ان يلجأ الأمير إلى هذه الجنة كي يبتعد عن المنغصات الأرضية المرتبطة بالسياسة والحكم وأجمل ما في المكان منظر فناء الساقية المطلة عليها، التي تعتبر من دون شك الجوهرة الأكثر بروزا وتحيط بهذه البساتين الجميلة أسوار من الأشجار الكثيفة وكأنك في عالم سحري خارج نطاق المحسوس.

تفاصيل "جنة العريف" كثيرة وجميلة، ما زالت عالقة في ذاكرتي لأنني قضيت يوما كاملا استمتع بهذا الجمال الآسر، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على مقدار المساحة التي يعمل عليها العقل في تذوّق الجمال عندما يريد تذكّر شيء بتفاصيله.

في أماكن كهذه عندما يندمج التصميم البسيط مع الجمالية الرائعة وانسيابية الطبيعة وتناغم العناصر، فلا مفر من تواجد الطاقة، الطاقة التي يحتاجها بني البشر كي يبدعوا ويتطوروا ويزهروا إذا صح التعبير.

بعد ان أنهت مريم مقالها فكرت لوهلة: جميل ان أسترجع ذكريات رحلتي الى غرناطة، واستذكرت الشعور الذي انتابها عندما وقفت في فناء الساقية في "جنة العريف" وأخذت نفسا عميقا وأصغت لصوت زقزقة العصافير وتنشقت عبير أزهار اللوتس، أدركت انها باستطاعتها ان تستحضر كل المشاعر الجميلة في حياتها فنحن صناع الخيال وحياتنا ما هي الا نتاج ما نريد ان نجسده.

تعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

جنّة العريف .. وإبداع الحدائق في الفن المعماري الإسلامي

صورة البداية للفيديو

حول المشروع